Thursday, January 17, 2013

عن أبو جمال والمقاومة والتنمية والتمكين وبقرات بيت ساحور

في وطن يعيش تحت الاحتلال لا وقت لدينا للاجتماعات المطولة، والنقاشات الأفلاطونية ولا سيما أن الطرف الأخر يعمل جاهداً وعلى  مدار الساعة على التخطيط والتنفيذ للسيطرة على كل شبر ممكن من هذه الأرض، فهي لهم بمثابة أرض الميعاد، وأرض الأجداد لشعب الله المختار.
 للأسف أصبحت الساحة الفلسطينية تعاني من شلل فيما يتعلق بالمسؤولية الإجتماعية الشعبية، والتي إن تم العمل عليها على مستوى وطني لكانت البديل عن كل مؤسسات NGOs  التي أفسدت مفهوم العون الشعبي، والتنمية الإقتصادية المحلية والتي من الممكن أن تحقق نجاحاً لا بأس به في خلق بديل اقتصادي، محلي كشكل من أشكال المقاومة الشعبية، والتي لا تغني بحال من الأحوال عن أشكال المقاومة الأخرى، فهي سلسلة متكاملة، لا يلغي بعضها الأخر. حكاية أبو جمال في اللبن الشرقية، وحكاية أهل بيت ساحور مع 18 بقرة في الانتفاضة الأولى كافية لأن ترسم صورة أولية حول المقاومة الشعبية القائمة على تمكين الناس المهشمين، والتنمية البسيطة. إن المقاومة الشعبية الحقيقة أبسط من مجرد فكرة يتم حصرها في مشاريع التمويل الأمريكي، والأوروبي، وأكثر قيمة من الحصول على تصاريح من العدو الإسرائيلي، لأن الحقوق تنتزع انتزاعا ولا تستجدى بالترجي. المقاومة الشعبية بصفتها عنصراً مكملاً هي أكثر قوة من مسرحيات الإعلام الجديد والهاش تاغ والكوفية التي أصبحت من إكسسورات الصور والمقالات والتنظير الثوري الذي لا يشبه الثورات بشيء.

نبذة عن أبو جمال
 أبو جمال من سكان قرية اللبن الشرقية، يملك 22 دونماً من الأرض، والتي يوجد بها خان قديم عمره أكثر من 600 عام. تفصل الأرض التي يمتلكها أبو جمال بين مستوطنتين. ولولا وجوده في الأرض لتم مصادرتها وبالتالي الربط بين المستوطنتين اللتان تشكلان جزءاً من سلسلة المستوطنات التي تفصل شمال الضفة الغربية عن وسطها. وجود أبو جمال بأرضه يعتبر عائقاً أمام إكمال خطة الربط الصهيونية، لذلك لا يخلو أسبوع من دون أن يتعرض لهجمات المستوطنين المتكررة، والتي يكون ابسطها حرق منزله، وضرب الحجارة.
ليس هذا فحسب، فعائلة أبو جمال تعاني من مشكلة عدم قدرتهم على تأمين التعليم اللازم لولديهم مؤمن ونور وحسب حملة الحق في التعليم " حكاية مؤمن و نور تختلف عن باقي أطفال الصف ، فهمّهم ليس اللعب في "الفسحة " و التنافس داخل الصف، بل يحتبس روحهم  دوما القلق على والديهم من مهاجمات المستوطنين و جنود الاحتلال الجبناء أثناء تواجدهم في غرفة الصف جل ما يملكونه قطعة ارض توفر لهم قوت اليوم و لكن لسوء حظهم ككثير من فلاحي الصمود تقع أرضهم على أبواب مستعمرة للكيان الغاصب يتلقون تهديدات واعتداءاتٍ شبه يومية من الجنود والمستوطنين.
هم كبير يحمله طفلين بعمر الزهور، فبين مساعدة والدهم في إعمار الأرض، وبين انشغال فكرهم بتهديدات واعتداءات المستوطنين، بات حلمهم بإكمال مسيرتهم التعليمية ضرباً من خيال،وهنا يأتي دورنا نحن فمن اقدر من الطالب على مساعدة زميله الطالب."





تمكن القائمون على حملة الحق في التعليم، وبالتعاون مع الحملة الشعبية لمقاومة الجدار من توفير متطوعين لتعليم أبناء أبو جمال للحاق بأبناء جيلهم، والحصول على تعليم يليق بهم وبصمودهم في الأرض. حيث ساهمت الحملة بتوفير مبلغ من المال لتغطية مصاريف مواصلات المتطوع الذي يذهب يومان في الأسبوع لتعليم مؤمن ونور. يذكر أن الحملة الشعبية لمقاومة الجدار* تعمل على المساهمة في تمكين الناس المهمشين في أراضيهم،وخاصة تلك التي تتعرض لهجمات المستوطنين، أو خطر المصادرة لصالح بناء المستوطنات، وربطهم بالمجموعات التطوعية كنوع من مساهمة المجتمع المحلي في تعزيز صمود أولئك المواطنين.
 ومن ناحية أخرى ومن أجل إكمال سلسلة التمكين لأبو جمال قررت مجموعة من الشباب توفير بقرة لتكون الحلقة الثانية في موضوع التنمية، والتمكين ... لفهم ضرورة الحصول على بقرة ... قد يساعدنا الفيلم التوثيقي التالي حول بقرات بيت ساحور، والحاكم العسكري في الانتفاضة الأولى على استيعاب حيثيات الموضوع ... أمضى جيش الإحتلال أربع سنوات في مطاردة 18 بقرة لأنه وحسب الحاكم العسكري، كانت تلك البقرات تشكل تهديداً خطيراً لأمن دولة "اسرائيل" ... 
للمزيد حول الحملة الشعبية لمقاومة الجدار يمكنكم زيارة موقعهم الإلكتروني على الرابط التالي : http://stopthewall.org/ar


OppaAbbasStyle أوباااااااا_عباس_ستايل


  
 في البداية أود الإعتذار عن محتوى التدوينة الذي لا يرقى للفكر العام ولا علاقة له بالفكر النقدي، والذي قد يساهم في تغيير الواقع الغريب، وتحسين المزاج العام فيما يخص القضية الفلسطينية، وكل ما يتعلق بها من قريب أو بعيد.
الرئيس الفلسطيني محمود عباس " والذي نجحت أخيراً بتذكر اسمه الأول، حيث نناديه دائماً باسم أبو مازن، وهو ما صعب مهمة حفظ وتذكر اسمه الأول"، قد يفسر البعض أن الهدف من هذه التدوينة هو الإنتقاص من شأن وشخص الرئيس عباس، لكن من أجل التوضيح .. نحن نفترض أننا نعيش في وطن ديموقراطي* يضمن لنا حق التعبير عن أرائنا بإنجازات مؤسسة الرئاسة بحرية  دون خوف، أو تحفظ .. وأحد طرق التعبير عن الرأي هي اللجوء إلى أسلوب السخرية للتخفيف من حدة النقد الموجه للرئاسة، وتجنب الوقوع في معارك كلامية قد تكون نتيجتها الوقوف أمام أحد القضاة بانتظار حكم عقابي بتهمة تجاوز الخطوط الحمراء والصفراء والخضراء والسوداء والبيضاء والزرقاء.

يتمتع  الرئيس عباس بشخصية ليست كارزمية كما كنت أحلم دائماً ... حيث أنني أسعى لنشر فكرة تتمحور حول وجود رئيس فلسطيني ذا كاريزما قادرة على سحر وأسر قلوب 7 مليارات كائن بشري، لكن للأسف حتى اللحظة لم يمر على تاريخ سلطة أوسلو أي رئيس قادر على تحقيق شروط تلك الفكرة، وعليه ينبغي على المواطنين الرائعين الإستمرار بمتابعة نهفات الرئيس عباس إلى أن يحين الفرج من السماوات العلا ... فالله وحده القادر على أن يخلصنا من هكذا نهفات أقل ما يقال عنها أنها ذات قدرة عالية على رفع الضغط، وزيادة احتمالية الإصابة بجلطة دماغية مركبة، وشلل سداسي مستديم. يمكننا تلخيص نهفات الرئيس عباس والتي يحلو لمناصريه والمعروفين باسم " السحيجة، أو المطبلين " بتسميتها تكتيكات سياسية، استراتيجية، لا دراية لنا بها نحن العامة بها، فكما تعرفون لم تسمح لنا الظروف بدراسة، أو قرأءة أي شيء يتعلق بعلم السياسة، والعلاقات الدولية، والمفاوضات، والتنازلات، وتوقيع وهندسة المعاهدات الأمنية، والإقتصادية، واختراع أساليب الحكم الذاتي، فالمعرفة التي يتمتع بها الرئيس محمود عباس لا يمكن وصفها، ولا مقارنتها، ولا مجاراتها.

بعد التفكير، والتدقيق، والبحث السريع توصلت لطريقة عصرية تمكننا من وصف المنهجية الفكرية التي يتمتع بها الرئيس الفلسطيني خاصة، والرئاسة عامة. باختصار نستطيع أن نطلق على هذا الأسلوب الدبلوماسي الفذ ما يعرف باسم " أوبااااااااا_عباس_ستايل " وذلك تينماً بالأغنية الشهيرة " أوبااااااا_غنغام_ستايل". "الشجب، الإستنكار الإدانة، العودة للمفاوضات، السلمية، إفلاس الخزينة " تلخص ما تعنيه جملة أوبااااااااا عباس ستايل
 الجمل التالية هي من أشهر ما يردده  الرئيس في خطاباته، واجتماعاته، ومحادثاته الهاتفية، يمكنكم الإطلاع عليها، وتذكرينا إذا ما تم تجاهل بعض منها، فهي من الحكم الذهبية التي سوف ترددها الأجيال الحالية، والقادمة، بطريقة تنافس الببغاوات " مع الإعتذار الشديد للببغاوات على سرقة حقوقهم الفكرية في فن التقليد الأعمى"



بدنا دولة فلسطين وعاصمتها القدس الشرقية .. بالسلام والحب والتاخي والاحضان مع حبيبنا شعب " اسرائيل "

" ندعو ونناشد وقف الاستيطان"

"دولة ع حدود المريخ عاصمتها القدس الشرقية ..."

"هذه الصواريخ عبثية .. ولن نسمح بالانفلات"

" لن نسمح بقيام انتفاضة فلسطينية ثالثة ."

"ندعو المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته اتجاه الشعب الفلسطيني"

"ندعو للحوار الهاااااااادىء مع الطرف الاسرائيلي"

"سلمية .... مفاوضات ... دولة على حدود ابصر وين"

" ندعو اسرائيل للإلتزام بقررات الأمم المتحدة "

" الإنتخابات، ثم المصالحة .... "

" الأسرى هم من أولوياتنا .. يا راجل"

" منظمة التحرير الممثل الشرعي والوحيد .. جداً واضح "

"السلام خيارنا الاول والاخير القديم والجديد وانها لثورة سلمية حتى ضياع كل الوطن .. عاش عاش عاش"*

"احنا اعلنا الدولة وصار عنا دولة عالورق !! وحنيجبها عالواقع !!" *

"بديش صفد وبديش حق العوده وبديش صورايح عبثية وبديش مقاومة مسلحة وبديش انتفاضة 3 .. بدي دولة سلميا" *

"فخامة رئيس دولة " اسرائيل " شمون بيريز بدنا سلام معاكم ودولة جنب لجنب معاكم منحبكوو"*

" دولة ورقية ,حدودها من كل الجهات صهيونية, جبناها بالشحده الدولية .. دخلها حيكون معونات عربية وامريكية"*

"علا التميمي أجندة خارجية مين بدفعلها حتى تخرق الصف الوطني هع هع هع"

"ندعو لمحاكمة علا التميمي في محكمة جرائم الحرب الدولية وذلك لاستمراها الدائم بالتخويت على سيادته"



 *على الهامش : مصطلح  "وطن ديموقراطي"  ليس بمصطلح واقعي حيث أنه لا ديموقراطية في وطن يعيش تحت الإحتلال، وتحكمه إدارة قائمة على التنسيق الأمني مع الإدارة المدنية لمناطق يهودا والسامرة.

*حقوق الطبع للتغريدات التي بجانبها إشارة النجمة محفوظة للعزيز محمود عودة.  










Friday, January 11, 2013

عن مخيم نور شمس وصحيفة هأرتس العبرية


لا زالت أثار المنخفض الجوي تتوالى بالظهور والتفاقم نحو الأسوأ في بلد قرر مجلس الوزراء أن يناقش خسائر المنخفض بعد مرور يومين على كارثة السيول التي اجتاحت ما تبقى من مدن وقرى وبلدات ومخيمات الشمال الفلسطيني، خسائر بشرية ومادية تقدر بملايين الدولارات في بلد استشرى فيه الفساد الإداري والمالي، لذلك من الأجدر أن نتوقع الأسوأ خلال فصل الشتاء إلى حين قدوم الربيع. عادت الشمس لتشرق، مودعة أربع ضحايا جرفتهم السيول العارمة...
ولعل أحد الأحداث التي لا بد لنا بالوقوف عندها قليلاً هو حدث وفاة سيدة مسنة تبلغ من العمر 90 عاماً في مخيم نور شمس في طولكرم، وهو المخيم الذي تحول إلى مخيم عائم بفعل السيول ووقوعه في منطقة سهلية ومنخفضة. هل حدث بهذا الحجم كاف لأن يجعلنا نتساءل ولو قليلاً عن دور الحكومة، أو الأنروا في تأمين بينة تحتية تليق بالعيش الآدمي لسكان المخيم، وعليه لا يجدر بنا الاستغراب، أو الاستهجان  من صحيفة هأرتس العبرية حينما يكتب في أحد المقالات المنشورة على موقعها الإلكتروني بأن مخيم " عين شمس يقع بالخليل" ...  هل كانت إحدى فوائد المنخفض هو إعادة تذكيرنا بوجود مخيم فلسطيني يعاني كغيره من المخيمات من الإهمال الحكومي المحلي، والدولي أيضاً...




 لعلها فرصة لنعيد التفكير بمعرفتنا البسيطة حول مخيم نور شمس

تأسس مخيم نور شمس للاجئين في عام 1952فوق أرض مساحتها 0,23 كيلومتر مربع على مسافة 3 كيلومترات إلى الشرق من طولكرم. وتعود أصول اللاجئين في المخيم إلى القرى الواقعة حول حيفا. وقبل عام 1952، عاش اللاجئون في خيام في وادي جنين بالقرب من الجنزور إلى أن عملت عاصفة ثلجية على تدمير خيامهم في عام 1950.
وبعد ذلك، التجأ السكان إلى المناطق المحيطة بوادي الشاعر، بما في ذلك السجن البريطاني القديم في نور شمس حيث بدأت الأونروا ببناء المساكن في عام 1956ومثل باقي مخيمات الضفة الغربية، فقد تأسس المخيم فوق قطعة من الأرض استأجرتها الأونروا من الحكومة الأردنية.
وترتبط كافة المساكن بالبنية التحتية لشبكة المياه العامة والكهرباء. كما أن كافة المنازل تقريبا متصلة بنظام الصرف الصحي التابع للبلديةوانتقل المخيم ليصبح واقعا تحت سيطرة السلطة الفلسطينية في تشرين الثاني من عام 1998 وذلك بعد مذكرة واي ريفر والمرحلة الأولى من إعادة الانتشار الإسرائيلي.
ويقدر نحو شخص واحد من بين كل خمسة أشخاص في المخيم عاطلا عن العمل، وهم يتأثرون من عدم إمكانية الوصول إلى سوق العمل الإسرائيلي.

إحصائيات
  • أكثر من 9,000 لاجئ مسجل.
  • التوزيع الديموغرافي:
      
  •  مدرستان
  •  مركز توزيع أغذية واحد.
  • مركز صحي واحد
  • مركز إعادة تأهيل مجتمعي واحد
  • مركز برامج نسائية واحد
البرامج العاملة في المخيم  
  • التعليم
  • الإغاثة والخدمات الإجتماعية
  • شبكة الأمان الإجتماعي 
  • التمويل الصغير 
  • الصحة 
  • برنامج الغذاء الطارئ والمساعدة النقدية
 المشاكل الرئيسة
  • بطالة عالية 
  • مدارس مكتظة

المصدر : الموقع الإلكتروني لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"



Tuesday, January 8, 2013

من وحي المنخفض الجوي القطبي



 لازالت الأوضاع في فلسطين على حالها، أو ربما أكثر سوءاً، مع مرور الأيام تزداد الصورة وضوحاً وبشاعة، لمن يدرك معاني السطور الخفية في ثنايا الإعلام الفلسطيني اللامحايد، واللامسؤول أحياناً. من نعم الله علينا في وطننا الأم أن لدينا حكومة وجهاز شبه سياسي له قدرة بالغة على تخدير الضمير الجماعي الشعبي، أو ما يعرف أحياناً باسم " الذاكرة الجماعية الشعبية"، والتي تعرضت ولا زالت تتعرض لأبشع أنواع التشويه والتخدير، وربما علي شريعتي في كتابه النباهة الإستحمار أكثر قدرة على بيان أنواع وأشكال وأصناف تشويه الذاكرة الجماعية الفلسطينية وغير الفلسطينية ، وأنا الأن لست بصدد الخوض في تفاصيل تلك العملية " التجميلية" لأتركها لخيالكم الخصب ليقوم فيما بعد بالتحليل والإستنتاج والربط والتوصل ربما إلى نتائج مذهلة، أو لاعقلانية ..كل حسب ميوله الفكري ... هذا إن كان لدينا في هذا الوطن العزيز قاعدة فكرية لنرتكز عليها، بدلأ من الإعتماد على أساليب "التخدير الإيديولوجي " بقيادة الحزب الفلاني والعلاني ...
في فلسطين لا زالت العجائب تتوالى وتنهمر على رؤوسنا كالمطر، وبمناسبة الحديث عن المطر ولمن لا يعرف الأوضاع الجوية في فلسطين ها نحن عزيزي القارى نخبرك عن مدى سوء الأحوال الجوية في وطنك الأم " فلسطين " ... سوء الأحوال الجوية  وأثرها السيء لم يقتصر فقط على الجغرافيا أو الجو، بل امتد التأثير ليشمل الأرض الفلسطينية، والساحة السياسية والفكرية أحيانا ... عزيزي\تي المتتبع لهذا المنخفض الجوي وبركاته سوف تلحظ عيناك جمالاً وذكاءً فلسطينياً خارقاً يتمثل في شخص السيد الرئيس محمود عباس، والحمدلله أنني قد استطعت تذكر اسمه الأول أثناء كتابة هذا النص. وحتى ينعم الله علينا بمرور سالم للمنخفض الجوي العميق، لا بد من وقفة سريعة على بعض الأحداث التي لولا وجود المنخفض لربما تجاهلناها.


(1)   الأسرى في سجون الإحتلال والمنخفض الجوي
لا زالت إدارة السجون الإسرائيلية تتعامل مع الأسرى بأقسى أنواع الإذلال والمهانة، ولا زال بعض الأسرى "مثل سامر العيساوي، وطارق قعدان"  مستمرين حتى اللحظة في معركة الأمعاء الخاوية حتى نيل حريتهم، أو الإستشهاد. مع حلول فصل الشتاء تمنع إدارة السجون إدخال الأغطية والحرامات للأسرى، وتقوم أيضاً بقطع الماء والكهرباء عن بعض الأقسام في السجون كما حصل في سجن نفحة، البارحة قام الأسرى بإحراق الأغطية احتجاجاً على سياسات الإدارة الهمجية، مما يعني عدم وجود أغطية كافية لتساعدهم على مواجهة برد الشتاء، وعليه فإن موجات الغزل المتواصلة في جمال المطر لا تتناسب وضميرنا، حيث أن أعداد الأسرى في ازدياد مستمر، ونقص الأغطية في تزايد مستمر، وتعنت الإدارة الاسرائيلية في تزايد مستمر، وإهمال وتطنيش السلطة الفلسطينية لقضية الأسرى أيضاً في ازدياد مستمر، فعلى سبيل المثال لا الحصر لم تفلح عائلة الأسير سامر العيساوي بلقاء الرئيس محمود عباس ، بل أنه أيضاً أخبر أم الأسير عن طريق أحد حراسه بالجملة التالية " قولي لابنك يفك اضرابه " ....


(2)   المهجرين في الأغوار والمنخفض
قامت قوات الإحتلال الإسرائيلي الأربعاء الماضي بترحيل 75 عائلة فلسطينية " 1000 " مواطن فلسطيني من منطقة المالح في الإغوار قسراً،وذلك بحجة إجراء تدريبات ومناورات عسكرية. منذ الأربعاء الماضي والمهجرين قسرياً يفترشون الأرض ويلتحفون السماء، بينما نحن خلف أجهزة الحاسوب نشارك بعض البعض تذمرنا الدائم من قسوة المنخفض الجوي. مقارنة مع من يفترش الأرض منذ 8 أيام وفي العراء لا يحق لنا الإستمرار في موجة التذمر تلك. حتى اللحظة لم يستمع أي من مسؤولي السلطة الفلسطينية ذات ال 21 وزارة لمعاناة الامهجرين قسرياً ولن يستمعوا، وعليه لا بد لنا من الوقوف قليلاً والسؤال حول مدى وجوب بقاء هكذا سلطة في موقعها الحالي، والسؤال بالطبع ينسحب على حكومة غزة التي لم تستنكر الموضوع لا من قريب ولا من بعيد، فعلى ما يبدو أن قضية التهجير القسري في فلسطين ليست على جدول أي من الحكومتين " اللتان لا تستطيعان حكم شاة ".  الفلسطينون في الأغوار لا يملكون سوى خيم مهترئة وبضعة ألواح صاج لا أدري كيف ستساعدهم على مواجهة قسوة البرد .. لا كهرياء، ولا ماء ، وربما لا طعام ... هنيئاً لنا بأنفسنا وضمائرنا وبيوتنا.




(3)   عمان، لقاء ديفيد هيل والمنخفض
 كالعادة تطل علينا وكالة معا الإخبارية بأخر الأخبار الهامة والعاجلة فيما يتعلق بمصير القضية الفلسطينية، ولعل أهم تلك الأخبار هو خبر تغيير مكان لقاء محمود عباس مع المبعوث الأمريكي " ديفيد هيل " من رام الله إلى عمان، وذلك بسبب سوء الأحوال الجوية. وكأن عمان تقع في استراليا، أو افريقيا وهي لا تتعرض ل هكذا نوع من المنخفضات الجوية. يبدو أن الرئيس قد خانته ذاكرته الجغرافية ونسي أن عمان تقع على بعد خطوتين من مقر المقاطعة. إن التفسير المنطقي لتغيير مكان اللقاء هو احتمالية وجود مسؤولين اسرائيلين في هذا اللقاء، وهو الأمر الذي سوف يشعل وتيرة الاحتجاجات في فلسطين، وعليه قرر فريق الرئيس تفادي موضوع الإحتجاجات باكرأ وتغيير مكان اللقاء " قبل وقوع الفأس بالرأس "


(4)   البنية التحتية المحلية والمنخفض
 أخيراً ، أدركت وجود أنهار وبحيرات وشلالات في منطقة الضفة الغربية ، مما يزيد من احتمالية الإستمتاع ب هكذا تضاريس جغرافية دون الحاجة لإصدار تصاريح والإستمتاع بالجغرافيا الطبيعية في الوطن الأم " فلسطين ما قبل 1947" . كشف لنا المنخفض كيف أن الدولة تعمل جاهدة على توفير بنية تحتية متكاملة قادرة على استعياب كميات الأمطار المنهمرة على أرض الوطن العزيز، ف على سبيل المثال نلاحظ أن مجرى نهر الإرسال الدولي يبدأ من باب المقاطعة وينتهي عند باب بيت الرئيس في البالوع، كما نلاحظ شلالات المصايف والتي سوف تدخل في منافسة حادة مع شلالات نياجرا في عدد السياح، وأخيراً بحيرة جامعة بيرزيت عند المدخل الشرقي للجامعة. لا زال المنخفض في أوله، ولا زال مسلسل المفاجأت والجغرافيا مستمراُ ، ربما الموضفون الذين لم يتلقوا رواتبهم منذ 60 يوماً أكثر قدرة على التعبير عن مدى روعة الحياة في هكذا وطن وحكومة وبنية تحيتة رائعة ...





ملاحظة أخيرة: رجاء لكل من له علاقة بالإعلام أن يتأكد من مكان التقاط الصورة الجغرافي، وخاصة فيما يتعلق بمخيمات اللاجئيين السوريين، منذ البارحة انتشرت لصورة لمخيم اللاجئيين السوريين في تركيا على أنها مخيم الزعتري في الأردن. أعزائي مخيم الزعتري في الأردن تتم إدارته من قبل المفوضية العليا لشؤون اللاجئين ويمكن معرفة ذلك من خلال شعار المفوضية الموجود على الخيام، أما في تركيا فتتم إدارة المخيم من قبل الهلال الأحمر التركي، ويمكن لكم التأكد من ذلك أيضاً من خلال ملاحظة الشعار الموجود على الخيام ...