تطهير عرقي لبدو النقب
صحيفة القدس العربي
2011-10-06
السلطات الاسرائيلية تسير قدماً في مشاريعها لتهجير العرب في المناطق المحتلة عام 1948 من خلال مضايقتهم في قراهم ومدنهم، وتشديد الخناق عليهم، في اطار استعداداتها لفرض الهوية اليهودية لدولة اسرائيل، وطرد جميع اليهود من مواطنيها.
منطقة النقب تشهد حالياً 'مجزرة' انسانية بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى، تتجسد في خطة للحكومة الاسرائيلية تقضي بمصادرة 700 ألف دونم من أراضيهم، وإزالة أربعين قرية تحت ذريعة انه غير معترف بها، لاقامة مستوطنات يهودية مكانها، تماماً مثلما ازالت حوالى 400 قرية من الوجود ورحلت اهلها بقوة الارهاب عام 1948.
آلاف العرب تظاهروا يوم امس في مدينة بئر السبع عاصمة النقب احتجاجاً على هذه المخططات الاسرائيلية، رفع خلالها المتظاهرون لافتات تقول 'الارض أرضنا' و'باقون هنا' و'العدل الاجتماعي للجميع' وهي لافتات تؤكد حجم الظلم العنصري الواقع على هؤلاء.
قبل ايام فقط اقدم مستوطنون اسرائيليون على احراق مسجد في منطقة الجليل، وتدنيس محرابه وجدرانه بعبارات عنصرية، وها هم يعملون على اقتلاع اهل الارض من جذورهم والرمي بهم الى العراء دون اي رحمة او شفقة.
بدو النقب الذين تريد السلطات الاسرائيلية تشريد ثلاثين الفاً منهم من خلال مشاريعها الاستيطانية المجحفة، عاشوا على هذه الارض، مثل باقي العرب الفلسطينيين لاكثر من سبعة آلاف عام على الاقل، ومارست السلطات الاسرائيلية منذ احتلالها للاراضي الفلسطينية عام 1948 عمليات طرد منظمة لهم من خلال الاستيلاء على اراضيهم ووضعهم في محميات ومراكز اعتقال اشبه بمراكز العزل النازية.
فبينما يعيش 52 الف بدوي على مساحة 21 الف هكتار من اراضيهم، يحتل المجلس المحلي لمستوطنة بني شيمون التي اقيمت على ارض تم انتزاعها منهم مساحة 440 الف هكتار يعيش فيها 6000 يهودي فقط.
ويقول النائب العربي طلب الصانع في مقال نشرته له صحيفة 'الغارديان' البريطانية امس، ان اسرائيل رحلت اكثر من تسعين في المئة من سكان النقب الى قطاع غزة والاردن عند احتلالها للمنطقة عام 1948، رغم ادعاءاتها بان النقب صحراء دون سكان.
200 الف بدوي يعيشون حاليا في النقب معظمهم في العراء على اطراف الحدود مع الاردن على اراضيهم التي لا تعترف اسرائيل بملكيتها لهم، وتطردهم من مكان ليذهبوا الى آخر لكي يطردوا مرة اخرى وهكذا.
المؤلم ان عمليات الطرد ومصادرة الاراضي هذه لحساب مستوطنات اسرائيلية غير شرعية تتم امام نظر العالم بأسره، دون ان تتحرك الامم المتحدة او اي من الدول الغربية لوقف هذا الانتهاك الفاضح لحقوق الانسان والقانون الدولي.
بدو النقب، مثل كل ابناء الاراضي الفلسطينية المحتلة سواء في الجليل او في الضفة والقطاع، بحاجة الى وقفة تضامنية معهم، وتبني مطالبهم العادلة في الحفاظ على هويتهم وهوية ارضهم العربية في مواجهة مخططات الاستيطان الاسرائيلية المتغولة.
نحن في هذه الصحيفة، نقف بكل قوة الى جانب اهل النقب، وحقوقهم العادلة وفي وجه جرائم التطهير العرقي الاسرائيلية التي تمارس ضدهم. ونتمنى ان يقف الاعلام العربي معهم، ويقف في خندقهم بكل قوة لاسماع انين معاناتهم الى العرب والعالم بأسره.
http://www.alquds.co.uk/index.asp?fname=today\06qpt999.htm&arc=data\2011\10\10-06\06qpt999.htm