ملاحظة: هذه التدوينة عبارة عن تجميع، وإعادة صياغة للمعلومات المتوفرة حول يوم الأرض.
30 من آذار يوم أخر من أيام المقاومة
الفلسطينية المستمرة منذ زمن الإنتداب البريطاني على فلسطين. تعود أحداث 30 آذار
والمعروف بيوم الأرض " مجزرة يوم الأرض" إلى عام 1976 بعد أن قامت "السّلطات الإسرائيلية" بمصادرة آلاف
الدّونمات من الأراضي ذات الملكيّة الخاصّة أو المشاع في نطاق حدود مناطق ذو
أغلبيّة سكانيّة فلسطينيّة مطلقة، وخاصّة في الجليل.(عرابة) وكردة فعل على هذا
المخطّط قرّر الفلسطينيون بالدّاخل الفلسطينيّ بإعلان الإضراب الشّامل، متحدّين
ولأوّل مرّة بعد احتلال فلسطين عام 1948 "السّلطات الإسرائيليّة"، وكان
الرّدّ الإسرائيليّ عسكريّ شديد وعنيف، إذ دخلت قوّات معزّزة من "الجيش
الإسرائيليّ" مدعومة بالدّبّابات والمجنزرات إلى القرى الفلسطينيّة(عرابة) وأعادت
احتلالها موقعة شهداء وجرحى بين صفوف المدنيّين العزل.
والجدير بالذكر أن
تلك الأراضي المهددة بالمصادرة تقع ضمن مساحات القرى، سخنين وعرابة ودير حنا، وتبلغ مساحتها 60 ألف
دونم. استخدمت هذه المنطقة بين السنوات 1942-1944 كمنطقة تدريبات عسكرية للجيش
البريطاني أثناء الحرب العالمية الثانية، مقابل دفع بدل استئجار لأصحاب الأرض.
بعد عام 1948 أبقت "إسرائيل" على نفس الوضع الذي كان
سائدًا في عهد الانتداب البريطاني، إذ كان يسمح للمواطنين بالوصول إلى أراضيهم
لفلاحتها بتصاريح خاصة. في عام 1956 قامت السلطة بإغلاق المنطقة بهدف إقامة مخططات
بناء مستوطنات يهودية ضمن مشروع تهويد الجليل.
يعتبر يوم الأرض أول هبة جماعية للفلسطينيين داخل ما
يعرف باسم "اسرائيل"، تحرك الفلسطينيون بشكل جماعي ومنظم، منطلقين من الإحساس بالخطر، والوعي لسياسات
المصادرة والاقتلاع في الجليل، خصوصا في منطقة البطوف ومثلث يوم الأرض، عرابة، دير
حنا وسخنين، وفي المثلث والنقب ومحاولات تهجير القانطين هناك ومصادرة أراضيهم. في هذا
اليوم، الذي يعتبر نقطة تحول هامة في تاريخ الأرض والوطن، سقط شهداء الأرض.
وقد اقتربت الجماهير العربية في الثلاثين من آذار إلى إطار
العصيان المدني الجماعي، فتصرفت الجماهير لأول مرة كشعب منظم، استوعبت فيه أبعاد
قضيتها الأساسية، ألا وهي قضية الأرض. أعلنت
الجماهير العربية، ممثلة بلجنة الدفاع عن الأراضي العربية أن الإضراب الاحتجاجي هو
بسبب مصادرة الأراضي في منطقة المل وذلك في تاريخ 30.3.1976.
ومن القرارات " الإسرائيلية"
التي سبقت إعلان الإضراب:
· صدور قرار بإغلاق منطقة المل (منطقة رقم 9) ومنع
السكان العرب من دخول المنطقة في تاريخ 13.2.1976. .
·
صدور وثيقة متصرف لواء الشمال في وزارة الداخلية
(وثيقة كيننغ) في 1976/3/1 كاقتراح لتهويد الجليل واتخاذ إجراءات سياسية إزاء معاملة
الفلسطينيين في إسرائيل. .
بعد الدعوة لإعلان الإضراب، عمدت "إسرائيل"
إلى منع حدوث هذا الإضراب وكسره عن طريق التهديد بقمع المظاهرات والعقاب الجماعي،
ولم تحاول الالتفات إلى الموضوع بجدية أكثر، بل سعت إلى إفشال الإضراب لما يحمل من
دلالات تتعلق بسلوك الفلسطينيين في "إسرائيل" باعتبارهم من وجهة نظرها أقلية
قومية حيال قضية وطنية من الدرجة الأولى، ألا وهي قضية الأرض. فقد عقدت الحكومة
اجتماعا استمر أربع ساعات تقرر فيه تعزيز قوات الشرطة في القرى والمدن العربية
للرد على الإضراب والمظاهرات. وقامت قيادة الهستدروت بتحذير العمال وتهديدهم باتخاذ
إجراءات انتقامية ضدهم، وقرر أرباب العمل في اجتماع لهم في حيفا طرد العمال العرب
من عملهم إذا ما شاركوا في الإضراب العام في يوم الأرض. كذلك بعث المدير العام
لوزارة المعارف تهديدا إلى المدارس العربية لمنعها من المشاركة في الإضراب.
بدأت الأحداث
يوم 29\3\1976 بمظاهرة شعبية في دير حنا، فقمعت هذه المظاهرات بالقوة، وعلى
إثرها خرجت مظاهرة احتجاجية أخرى في عرابة، وكان الرد أقوى، حيث سقط خلالها الشهيد
خير ياسين وعشرات الجرحى، وما لبث أن أدى خبر الاستشهاد إلى اتساع دائرة المظاهرات
والاحتجاج في كافة المناطق العربية في اليوم التالي. وخلال المواجهات في اليوم
الأول والثاني سقط ستة شهداء وهم:
o
خير ياسين من عرابة
o
رجا أبو ريا من سخنين
o
خضر خلايلة من سخنين
o
رأفت الزهيري من نور شمس
o
حسن طه من كفر كنا
o
خدجة شواهنة من سخنين
عقب ذلك إضراب عام، ومسيرات نظمت في المدن
العربية في الجليل، ومنطقة المثلث والنقب ردا على إعلان الحكومة عن خطة لمصادرة
لألاف الدونمات من الأراضي في المناطق العربية والتي تقع في الشمال منها. وأرسلت
الحكومة الجيش الإسرائيلي والشرطة مع الدبابات والمدفعية الثقيلة. إثر المواجهات
التي اندلعت هناك، استشهد ستة فلسطينيين وأصيب واعتقل المئات.
في الأول من آذار عام 1976 أعد "متصرف لواء المنطقة
الشمالية الإسرائيلي" (يسرائيل كيننغ) وثيقة سرية، سمّيت فيما بعد باسمه،
تستهدف إفراغ الجليل من أهله الفلسطينيين والاستيلاء على أراضيهم وتهويدها. وقدمت
الوثيقة كتوصيات إلى الحكومة الإسرائيلية، وتم اختيار عنوان للوثيقة وهو: "مشروع
مذكرة معاملة عرب إسرائيل". وقد حذر فيها من ازدياد تعداد الفلسطينيين في اللواء
الشمالي، والذي أصبح مساو تقريبا لعدد اليهود في حينه، وأنه خلال سنوات قليلة سوف
يصبح الفلسطينيون أكثرية سكانية، الأمر الذي يشكل خطراً جسيماً على الطابع اليهودي
للكيان الصهيوني.
قدم كيننغ وثيقة عنصرية تضم عشرات الصفحات، دعا
فيها إلى تقليل نسبة الفلسطينيين في منطقتي الجليل والنقب، وذلك بالاستيلاء على ما
تبقى لديهم من أراض زراعية وبمحاصرتهم اقتصادياً واجتماعياً، وبتوجيه المهاجرين
اليهود الجدد للاستيطان في منطقتي الجليل والنقب.
ابدعتي ...:)
ReplyDelete