Wednesday, March 16, 2011

خوف 2

 خوف " 2"

أصبحت أرى ثورات كرامة وعز أينما أدرت وجهي إلا في وطني العزيز. لن أبدأ بمدح ثورات أبناء أمتي من المحيط الخليج لأنني لن أوفيهم حقهم من المديح والشكر.  أصبحت أرى موتنا على شاشات التلفاز وأشعر بالخجل من أولئك الذين يرسمون بدمائهم سطور مجد عريق. شعوري بالخجل يطاردني حتى في نومي , فلا استطيع أن أكمل حلما جميلا من غير أن أرى موتنا يطاردنا من كل جانب.  
أحيانا أشعر بأنه يجب  أن أعيش بعض تفاصيل جدولي اليومي على مبدأ " الساكت عن الحق شيطان أخرس " ولكني  بكل بساطة لا أحتمل  أن أكون شخصا أخرسا ,لأن الله قد وهبني لسانا أطول من برج دبي , فبالتالي سكوتي عن الحق يعني الكفر وجحود نعمة النطق التي منَ الله علي بها ,  ومن هنا فإني لا أريد أن أكون جاحدة لنعم الله فبالتالي أصبح شيطانا أخرسا وألقي بنفسي إلى التهلكة.

  الشيطان الأخرس الذي  أتحدث عنه منذ فترة هو  ما يعرف بحاجز الخوف الذي زرع بداخلنا من النظام الإستخباراتي المعقد التابع لسلطة رام الله وسلطة غزة ..
لم نصل بعد إلى مرحلة تحطيم وتخطي الخوف الذي زرع في داخلنا من قبل حكومة رام الله, أصبحنا نخاف من ترديد عبارة " السلام عليكم " لأنها تخص حزبا سياسيا دون الأخر. حتى تحية الصباح والمساء أصبحت حكرا على قوم دون آخرين. إلى أي مستو فكري منحط قد وصلنا ؟ 
لا أبالغ عندما أقول بأنه أصبح لدينا معسكرات اعتقال في الضفة وقطاع غزة. أصبح المعتقلون السياسيون يتنقلون من سجن إلى آخر , من إسرائيل إلى سجون النظام البائس " عندما استخدم لفظ بائس فإنني لا أعني بأن النظام لا حول له ولا قوة إنما أريد القول بأن النظام فاشل ووصل إلى مرحلة أكل نفسه من الداخل ففقد القدرة على تمييز الخبيث من الطيب , وأضحى كالنار تأكل كل من حولها فإن لم تجد ما تأكله أكلت نفسها"

بالعودة إلى النظام البائس الذي يجبرني على عبور طريق صحراوي ملتو للوصول إلى الخليل بدل العبور من القدس فإنني أود التعبير عن مدى حنقي وغضبي من غطرسته وفشله. تلك الغطرسة أدت إلى تهميشنا وتهميش عقولنا وحتى مستوى فكرنا وعلمنا, لا أدري ما الهدف من المبالغة في تصليح الشوارع وتزينها بينما مدارسنا وجامعتنا تعاني من عجز مالي وإداري لا يعلم به إلا رب العباد. بالله عليكم يا من تصفون أنفسكم بالنخبة المثقفة لماذا لا تجرؤن على الهتاف ولو سرا بضرورة إسقاط النظام الحاكم " الذي لا يقوى على حكم شاة "  قبل المطالبة بإنهاء الانقسام. أي إنهاء للانقسام تتحدثون عنه وأنتم لا تجرؤن على الصراخ وإخبار الظالم بأنه ظالم ؟؟؟   أي إنهاء للانقسام نتحدث عنه , ولا يزال أحد طرفي الصراع يمضي قدما في علاقة طويلة الأمد مع تل أبيب وواشنطن ؟؟؟     




No comments:

Post a Comment