فجر الجمعة
تتسابق وكالات الأنباء العالمية والمحلية في نقل خبر مقتل كلب بريء على يد مواطن أمريكي يعتقد أنه يعاني من اضطرابات نفسية حادة. يحكم على هذا المواطن صاحب الاضطرابات النفسية بالسجن لمدة عام وغرامة لا تقل عن مليون دولار وذلك لارتكابه جرم لا يغتفر بحق كلب بريء مسكين لا حول له ولا قوة. ماذا لو حدث العكس ولم يكن الكلب بريئاً أو مسكيناً وقام بعضَ صاحبنا ذو الاضطرابات النفسية وتسبب في مقتله, هل كانت المحكمة ستصدر حكماَ مشابهاً بحق الكلب أم تتركه يمضي في سبيله ؟ لا أدري ربما سوف تولي المحكمة اهتماماً بالغاً بحياة مواطنها العزيز. على ما يبدو فإن الجميع في أمريكا يحظى باهتمام الكلب والإنسان سواء. ولكن من هم ليسوا بأمريكيين فيبدو لي وحسب التعريف الجديد للديمقراطية بأن حياتهم" لا تساوي قشرة بصلة " كما نقول نحن العرب.
ينتابني الفضول لأسال القائد العسكري الإسرائيلي لمنطقة الجنوب ما هو السر وراء ذاك التوقيت الغريب في اغتيال الشباب في مدينة الخليل ؟ لماذا تختارون دائماً فجر الجمعة ليكون العنصر الزماني في مسرحيتكم؟ نحن أبطال المسرحية ومن حقنا أن نحدد العنصر الزماني والمكاني في مسرحيتنا لا أنتم. لماذا تصرون على فرض جميع تفاصيل المسرحية دونما التفكير في استشارة الأبطال ؟
لا أحب أن أعطي الصدفة مكاناً كبيراً في حياتي لأنني اعتقد بأن إعطاء الصدفة حيزاً كبيرا يجعل كل شيء مبرراً وقابلاً للتنفيذ, فمثلاً أنا لا أقبل أن أتعامل مع قضية تهجيرنا في بقاع الأرض على أنها صدفة تاريخية بسبب ما فعله غيرنا, فلو قبلت الصدفة فسوف أقبل أن أتحمل عقاب جريمة ارتكبها غيري وهكذا وبلا شعور سوف أزيد من قائمة ما هو مقبول وأقلل من قائمة ما هو مرفوض ولربما سوف أتقبل جريمة قتلي كما لو أنها جزائي الذي استحق كما وسوف أجد نفسا مرغمة على تقبل العنصر الزماني العجيب في مسرحية اغتيال الشباب في مدينتي بكل صدر رحب.
لا أملك سوى الاعتراض والسؤال مرة أخرى عن سر اختيار فجر الجمعة ليكون موعدنا مع الموت ؟؟؟؟
No comments:
Post a Comment