عزيزتي سمر،
لن ابدأ رحلة
التدوين الجديدة، ذات الملامح الرمادية بالاقتباس من الشيخ إمام وصلاح جاهين وأحمد فؤاد نجم، على الرغم من محبتي الخالصة لهم، إلا أنني سوف أحاول النأي بهم
بعيداً عن واقعنا الغريب الذي أصبح هلامياً بلا ملامح ولا هوية واضحة تحدد لنا قواعد
وأصول التعامل معه، باختصار الوطن الذي يعرف باسم فلسطين أصبح أشبه بالوكالة بلا
بواب .. لا داعي لقراءة الجملة الأخيرة مرة أخرى فهي صحيحة تماماَ ( فلسطين هي
وكالة بلا بواب ).
الفصائل الفلسطينية
الثلاثة عشر ليست بقادرة على التحكم بمتر واحد من الأرض الفلسطينية المحتلة،
وحكومة أوسلو بأجهزتها الأمنية والإستخباراتية، والتي هي وليدة خبرات الجنرال
الأمريكي دايتون لم تفلح يوماً في تأمين الحماية أو حتى التظاهر بتأمينها، لذلك وحفاظاً
على ما تبقى من عقولنا فمن الأفضل أن لا نعلق أمالنا على ال 13 فصيل في حماية أو
تحرير حفنة من تراب الوطن المقدس، لأن الصراع على كرسي السلطة أصبح ذا أولوية وأهم
من شحب، أو حتى استنكار تهجير البدو الفلسطينيين من قرى مضارب المالح في الأغوار
والنقب.
ولكي تصبح الصورة أكثر وضوحاً، وربما أكثر
درامية وتراجيدية ينبغي علينا مراقبة " الضيوف " الذين أصبحوا ينهمرون
على ما تبقى من طرفي الوطن كانهمار الفيروسات على الجسد المتعب. حتى اللحظة لا
أدري كيف لحركة مثل حركة حماس أن تستقبل في غزة شخص كأنطوان زهرة، وهو الرجل الذي
نحن أحق الناس باعتقاله ومحاكمته على ما اقترفه في مجازر صبرا وشاتيلا ( والتي لا
زلنا نجهل عدد ضحاياها حتى اللحظة ، بسبب رفض منظمة الصليب الأحمر الدولية
بالاعتراف بالمجزرة التي ارتكبت في الملعب الرياضي قبل التهدئة بلحظات)، أنطوان
زهرة الذي هو الآن نائب عن كتلة القوات
اللبنانية بقيادة سمير جعجع، و هو من كان له دور
بارز في الحرب الأهلية بقتل الأطفال و الشباب الفلسطينيين و اللبنانيين .
وخلال الحرب كان زهرة يستلم حاجز البربارة في شمال لبنان ( على هذا الحاجز اختفى 5
آلاف لبناني حتى اليوم )، و هنالك قصة مشهورة بحرقه طفل أمام أمه، و هو من اشد
المعادين للقضية الفلسطينية. إن كان السيد
اسماعيل هنية يجهل هذا التاريخ فالأولى له أن يعتكف قليلاً في بيته لمراجعة بعض
أهم محطات تاريخ القضية الفلسطينية، لعله يدرك الخطأ الذي اقترفه بحق شهداء صبرا
وشاتيلا والذين لم تجف دمائهم بعد ، والذين سوف تلاحقنا لعنة موتهم طالما لدينا
القدرة على مصافحة أمثال أنطوان زهرة. ومن الأمثلة الأخرى على الضيوف الغرباء
السيد منيب المصري الذي اشتهر باستقباله لقادة وأركان الجيش الإسرائيلي في بيته في
نابلس، أيضاً لا أجد تفسيراً لزيارته لغزة وارتدائه الوشاح الأخضر الخاص بحركة
حماس في حفل انطلاقتها ال 25 ... هل هذا ما نسميه المصالح السياسة – الإقتصادية
المشتركة .. لم أتوقع يوماً أن أرى منيب المصري بنسخته الحمساوية ... أمر مضحك
ومبك في نفس الوقت ... أخيراً، الأمير القطري الذي اجتاح البلاد كفيروس الإنفلونزا
بخزائن أموال النفط من أجل إعمار قطاع غزة، أو ربما من أجل زرع بعض الأجندة
السياسية التي سوف تتكشف مع مرور الوقت ... ألم يكن من الأولى أن يلقي ولو اهتماما
بسيطاُ للقواعد العسكرية الأمريكية المرابطة قبالة شواطىء إمارته الصغيرة...بدلاً من التبجح على جثث الشهداء والجرحى...
قد يتساءل سائل عن وضع الضفة الغربية وكيف أنها أصبحت
كالوكالة بلا بواب .. الأمر بكل بساطة يتمثل بدخول الجيبات العسكرية الإسرائيلية
لمدن وقرى وحارات ومخيمات الضفة لتنفيذ اعتقالات ليلية ويومية دون أي رادع،
وبالطبع يذكر الكثير منا حادثة اقتحام مؤسسة الضمير الواقعة في " عاصمة
أوسلو" في بداية شهر ديسمبر الحالي.
أي دولة تلك، وأي أمن تتحدثون عنه وأي جيب عسكري له القدرة على أن يغلق رام
الله دون أدنى شك بأنه سوف يتعرض للأذى ... عزيزي السيد الرئيس، يا حبذا لو تكتب
لنا في يوميات أوسلو عن مشاعرك وأنت تنظر للجيبات العسكرية تجوب شوارع رام الله
سواء من شرفة منزلك، أو شرفة مكتبك في المقاطعة لنستفيد من خبراتك العظيمة في
التعامل مع هكذا نوع من الصدمات النفسية، و لك منا جزيل الشكر والإحترام والتقدير.
وأخيرا، الرئيس يهدد بتسليم مفاتيح الضفة الغربية لغريمه
بنيامين نتياياهو، وهو الأمر الذي يوحي لنا بأننا نعيش في بلد مستقل تماما،ً نملك القدرة على التحكم
بمداخله ومخارجه ومعابره الحدودية حسبما يوحي لنا مزاجنا، وليس حسب مزاج جندي
إسرائيلي ذو أصول روسية. وأننا نعيش في وطن كامل الأوصال ولا تقطعه المستوطنات
بنموها المستمر والمستفز، أليس بنيامين وأسلافه هم من صنعوا تلك المفاتيح وهم
بالتأكيد يملكون نسخاً عنها، ولهم كامل الصلاحية بتغيير الأقفال والمفاتيح متى
شعروا بخطر يهددهم وحتى لو كان من شجرة زيتون رومانية عمرها 400 عام. ولذلك أنصح
موسى أبو مروزق بأن يتراجع عن طلبه الأخير للسيد أبو مازن بتسليم السلطة لحماس (
حسب مبدأ الأقربون أولى بالمعروف) هل يدرك السيد أبو مرزوق ما هي السلطة ، وما
وظيفتها الحقيقة ، وأين تختبئ مفاتيحها .. هل هو متشوق للعب دور الشرطي "
الحمساوي " في الضفة الغربية أيضاً ؟؟؟
لأن الكل أصبح يدعي بأن له كامل الحق في استباحة الدم
الفلسطيني، والمتاجرة بما تبقى من الأرض الفلسطينية لا يسعنا سوى القول بان فلسطين
هي وكالة بلا بواب .. والاقتباس من العزيز عبد الرحمن الأبنودي ...
الصخر لو ينفجر .. النبع ايه ذنبه !!
سباق فى ساحة .. ما بين انسان وبين قلبه
مادام لموت .. احمل السيف اللى بتحبه
و اذا اندفعت اندفع .. واذا وقعت تسد
طول عمر وطنك بيحلم تبتدى حربه
وجى يابلد الحرايق واصرخى بجنون
واحرقيها مدن و كروم و ناس وسجون
ملعون أبوها الحمامة أم غصن زيتون
معمولة لاجل الضحايا
يصدقوا الجلاد
عزيزتي علا
ReplyDeleteرائعة ! فعلا !
ReplyDelete