أيه في أمل
عذرا سيدتي فيروز لم يتسنى لي أن احتفل بعذوبة وجمال أغانيك الجديدة, ففي الواقع الاحتفال بشهيدين جديدين جعلا من الخريف أكثر حزنا واصفراراً ومكراً وأخذا مني كل الوقت في التفكير والتساؤل والفرح. لذلك رجاء أعذريني.
كلما هممت بالقول أن الأوضاع في تحسن, اكتشف أن الأوضاع في تدهور مستمر, فالعيش على طرفي نقيض يجعل من الحياة فصلا خريفيا طويل الأمد , كثير الأقاويل والتحاليل, لا أدري كيف أصبت بقصر النظر, مالي
أرى من نصَب نفسه رئيسا لما يسمى السلطة الوطنية الفلسطينية وكأنه طالب ملتزم بمواعيد حصصه الأسبوعية, أصبحت أراه لا يفارق واشنطن أو بنيامين نيتانياهو. ها هو في جولة جديدة يساوم التجار على من يدفع أكثر لما تبقى من البلاد, يريد بيع بضاعته من أراضي البلاد ليستريح ويحصَل ما يرنو إليه من أموال ورضا أمريكي وإقناعنا بأنه استقال بسبب تعنت مرؤوسيه ( بالمناسبة يا مستر أبو مازن نحن لم نصل بعد لدرجة ذكائك الأفلاطوني , أعذرنا إن لم نفهم مقاصدك النبيلة من وراء بيع البلاد)
ها هو يجول أصقاع الأرض شرقا وغربا وأنا قابعة إلى الجنوب من مقر رئاسته احتفل بزفاف شهيدين جديدين. هو لا يعرف كيف يحتفل بالشهداء لأنهم سوف يوبخونه ولن يحتمل ذاك التوبيخ , لذلك فإنه قد ختار أن يسارع ليبيع ما تبقى من البلاد حتى لا يجد الشهيدان قبر يؤويهم من ألم الضياع والشتات.
يا أبا مازن لن أكون أكثر فصاحة من إبراهيم طوقان حين قال:
أما سماسرة البلاد فعصبة عار على أهل البلاد بقاؤها
إبليس أعلن صاغرا إفلاسه لما تحقق عنده إغراؤها
يتنعمون مكرمين ....كأنما لنعيمهم عم البلاد شقاؤها
هم أهل نجدتها .. وإن أنكرتهم وهم – أنفك راغم – زعماؤها
وقال فيكم أيضا
وطني , أخاف عليك قوما أصبحوا يتساءلون : من الزعيم الأليق
لا تفتحوا باب الشقاق فإنه باب على سود الحوادث مغلق
والله لا يرجى الخلاص وأمركم فوضى , وشمل العاملين ممزق
لذلك تمعن جيدا وخذ العبرة مما يلي وقبل فوات الأوان, مع إنني متأكدة من أنك لن تفهم العبرة أبدا , ولكن ما على الرسول إلا البلاغ.
أنتم المخلصون للوطنية أنتم الحاملون عبء القضية
أنتم العاملون من غير قول بارك الله في الزنود القوية
وبيان منكم يعادل جيشا بمعدات زحفه الحربية
واجتماع منكم يرد علينا غابر المجد من فتوح أمية
ما جحدنا أفضالكم.. غير أنا لم تزل في نفوسنا أمنية
في يدينا بقية من بلاد فاستريحوا كي لا تطير البقية
يتبع .....
No comments:
Post a Comment