حدود خيبتنا
هل كان بنيتهم قراءة الشعر على درج كلية الآداب ؟ أم أنهم فقط كانوا يفكرون فقط في قضاء يوم عادي من أيام حياتهم اللاعادية؟ لا أدري إن كانوا قد بدؤوا يشعرون بالملل يتسلل إلى حياتهم وكتبهم وقلوبهم ؟ لا أعلم سوى أنهم واقفين هناك ينظرون ويتحسرون على خيبة الجيل الجديد الذي لا يمكن أن تميزه عن الببغاوات وذلك لأنهم قد بدأ يسرقون حقوق ملكية التقليد والترديد من غير وعي من إخواننا الببغاوات. للأسف فإنني انتمي لجيل لا يعرف الألف من الياء , يعرَف فلسطين على أنها دولة مقامة على حدود عام سبعة وستين , وكأن حدود الدول حين رسمها الاستعمار رسمها بناءً على أعوام هزيمتنا ونكبتنا وخيبتنا, أحيانا أجد صعوبة بالغة في فهم واستيعاب جملة ( دولة فلسطينية مقامة على حدود سبعة وستين ) أليس من الأجدر أن يسميها فريق سماسرة البلاد (دولة شبه عبرية مقامة على حدود خيبتنا).
لا أريد أن أكون نمطية مملة لأن الموت في بلادي علمني أن هنالك لا مساحة للنمطية , كل عام يعلمني ألف طريقة وطريقة كي أموت بلا نمطية , يريدني أن أحظى بشيء يميزني عن الآخرين, نهاية مميزة عن نهايات الآخرين, حتى الموت أصبح عليه من الصعب أن يرانا نموت بهذا الشكل الروتيني. هل يكون الموت سعيدا حين يرسلنا لمنازل الشهداء ؟ هل يدرك انه يسدي لنا صنيعا بإرسالنا لمنازل الشهداء؟ أم أن هنالك غشاوة على عينه تجعله يرانا في الجحيم لا الفردوس؟
لا أريد أن أكون مملة بالحديث عن الموت والمجازر والبدء بوصفها بشكل مفصل وكأنني كنت هناك في وسط المجزرة. أنا لا أعرف كيف أخبركم عن مجازر بلادي, ولكني اعرف شيئا واحدا ألا وهو شعور الحسرة والخيبة عندما اسمع عن المجازر من أناس ما وطئوا البلاد يوما , وحين أقف أشاهد موتنا على التلفاز في نشرات الأخبار.
شاهدت موتنا وجربت معنى الحسرة, والخيبة, وذلك حين منعنا فريق سماسرة البلاد من تأبين شهدائنا و الخروج في مظاهرات نخبرهم فيها أنهم سماسرة. لم أكن في الجامعة حين اقتحمها المستوطنون مدججين بالسلاح ... لن أكمل الحديث عن المجزرة لأن مخيلتي لا تسعفني في توقع باقي فصول المجزرة ... لا يعرف بقية الفصول سوى فريق المسلحين وفريق العزَل .... كل ما اعرفه أن فريقا مسلحا من المارين بين الكلمات العابرة اقتحموا الحرم الجامعي واختبروا مدى فعالية أسلحتهم الجديدة على طلاب الجامعة الإسلامية وانصرفوا إلى الجهة الجنوبية من المدينة.
No comments:
Post a Comment